Canalblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

phelssafa

17 janvier 2011

خصائص التفكير الفلسفي

ما هي خصائص التفكير الفلسفيّ ؟ la pensée et le raisonnement philosophique

عندما نتساءل عن خصائص التفكيرالفلسفي أو التفلسف  أو   فعل الفلسفة  ، فإننا لا محالة نفترض مسبقا أن الفلسفة   هي تفلسف أي  استدلال و ليس معرفة  من جهة ، و من جهة أخرى نفترض أن هناك أنواع من التفكير غير التفكير الفلسفيّ. إذ يمكننا الحديث عن تفكير دينيّ و تفكير سحري أو تفكير علميّ أو تفكير إجتماعي أو سيولوجي  ... أو تفكير "بدائي" "او ما يحلو لبعض علماء الأجناس تسميتها حديثا بالتفكير العتيق .  و من هنا التفكير ليس خاصية للفلسفة و خاص بها وحدها. إن التفكير خاص بمن يفكر و بكيفيّة التفكير . و بحكم أن الانسان كائن يفكر فإنّ التفكير ظاهرة عامة خاصة بالإنسان فحسب. فلا يمكننا القول البتة أن الحضارات التي عاصرة الحضارة الهلينيّة (الاغريق) لم يسبق لها التفكير  كالحضارة الفرعونيّة و التي سبقتها كالحضارات الشرقية و الهندية منها. و نخص الحضارة الهيلينيّة لأن هي تحديدا الحضارة الوحيدة التي أنتجت نوعا متميّزا من التفكير الذي لم يسبقها فيها أية حضارة أخرى و أسست له  في القرن السادس ما قبل الميلاد. و هذا النوع من التفكير هو التفكير الفلسفي ّ، فما هي خصائص التفكير الفلسفيّ ؟

لقد سبق لنا في المقال الأول التوكيد عن الدافع إلى التفلسف ، فبدا لنا التفلسف يتماهى  في فعل الفلسفة ذاتها  فلا غرابة أن نجد من جهة  "كانط Kant   يؤكد على : أننا لا نعلّم الفلسفة و إنّما كيفيّة التفلسف و الشيء نفسه عندما يقّر " ابن رشد " في تعريفه للفلسفة التوكيد في ((فصل المقال )) إلى أن "فعل الفلسفة ليس شيئا أكثر من النظر في الموجودات و اعتبارها". و من جهة  أخرى الدافع إلى التفلسف هو الدهشة وحدها كما يؤكد " أرسطو" في مؤلفه (( الميتافيزيقا)) . و يرى أن الدهشة هي الاعتراف  الانسان بجهله الخاص و الشعور بأن الحقيقة ليس هي ما نعرفه  و ما تمّ تلقينه لنا بالعرف و التقليد و إنما ما يجب على كلّ إنسان  معرفته بنفسه . و ما يجب معرفته من حقيقة يستعي التفكير أي التساؤل و البحث عنها وراء المظاهر . تلك المظاهر ليست خاطئة بالضرورة ،كما يقول "كانط " في مستهل كتابه (( نقد العقل الخاص la critique de la raison pure))  من جهة و لكن صحيحة تماما.

إن هذا يجرنا إلى تحديد خصائص التفكير  الفلسفي ، و يمكن الاختلاف في  تحديد عددها و  تنوعها و لكن يبقى الجوهر هو المطلوب كما ارتأيناه .

خصائص التفكير الفلسفي

ـــ نقدي

 

لكون أن التفكير  يقوم على الشك المنهجيّ أو التعليميّ   التفكير لا يكون تفكيرا إلا إذا كان نقديا .و لأن التفكير لا يبدأ إلا إذا كان الشك فإن كلّ أنواع التفكير سيكون بالضرورة نقدياّ. فلفظة  الاغريقية    الفرنسية  ذات أصل إغريقي تعني الفرز و الاستيعاب . فالشك ليس هو النفي و لا الرفض و لا الانكار و إنما هو تعليق الحكم و التريث في إصدار الحكم إلى حين . إلى حين التحقق و التمحيص و النظر . فيكون إعادة نظر من أجل المعرفة الحقة التي سنصل إليه بتفكيرنا الخاص . إنّه بذلك خطوة منهجية لبلوغ الحقيقة و ليس رفضا لها و استبعاد لإمكانية الوصول إليها كما هو الحال بالنسبة للتشككيّين . إن شك التشككيّين شك هدّام و شك الفلاسفة شكّ بنّاء . إن التفكير النقدي يمنح الفكر فرصة معرفة الحقيقة و الوصول إليها و يستبعد عنه شبح التعصّب و الدغمائيّة أو الدغماتيّة التي تحوّل ما أنتجه الفكر الانساني إلى مقدسات و أصنام يوجب عبادته و لا يمكن للفكر إعادة النظر فيها. و لهذا التفكير يضمن للفكر استقلاليته  و لا تكون له عليه سلطة إلاّ سلطة الحقيقة. و لقد عبّر عن هذا "أرسطو بشكل واضح : " إنّني أجبّ أفلاطون و لكنّي أحبّ الحقيقة أكثر منها" . فالحقيقة  هي الحق و الحق يعلو و لا يُعلا عليه - و هنا يظهر الجانب الأخلاقي المرتبط بالفعل الانساني . و تبعا لذلك يمكن أن نضيف خاصية ضمنيّة  و هي أن التفكير الفلسفيّ تفكير حــــــــــــــــــــرّ.   

.            ــ تجريدي : ينزع التفكير الفلسفي إلى  دراسة مفاهيم  تتميّز بأنها عامة و مجردة . ليس موضوعه الواقع المحسوس و الأشياء العينيّة. لذلك الأحكام الفلسفية أحكام وجوبيّة و ليس أحكام وجوديّة. يختلف في ذلك عن التفكير العلميّ الذي هو طبيعة ماديّة.

ــ كليّ : لكون  التفكير الفلسفي لا يدرس الواقع المحسوس و إنما مفاهيم عامة و مجردة فهو يدرس الوجود ككل و ليس أجزاء . و لهذا يرى "أرسطو" : إنّه " لا علم إلأّ بالكليات" أي معان عامة ومجردة. فإذا كان موضوعه الانسان فهو لا يفكر فيه ككاائن بيولوجي قابلة للملاحظة و الاختبار التجريبي و لا يدرسه ككائن اجتماعي أو تاريخي أو نفسيّ  و إنما يدرس من حيث مفاهيم كالكينونة والماهية و الجوهر.

ــ نسقي : باعتبار أنّ موضوع التفكير الفلسفي هو مفاهيم عامة و مجردة فإن التفكير الفلسفيّ بالتفكير يهتم بشكل المحاكمات العقلية و ليس من حيث مضامينها أي من حيث موافقتها للعقل و تطابق العقل فيها مع نفسه . لذلك تجد الفلسفة فلسفات من حيث أن المنطلقات ليست واحدة و لهذا تجد أن  نتائج التفكير ليست واحدة و مع ذلك لا تفقد مصدقيتها أمام العقل. و من هنا تجد نفسك أمام نتاج يظهر في شكل أنساق أو منظومات فكريّة متباينة أو متعارضة ، المعوّل في المنظومة فيه ليس الصدق و إنما الانسجام المنطقي بين  المنطلقات و النتائج.

 

                  

 

 

 

 

   

 

 

   

 

 

 

 

 

 

Publicité
Publicité
16 janvier 2011

مدخل إلى الفلسفة

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

وزراة التعليم العالي و البحث العلمي

جامعة باجي مختار - عنابة

ميدان العلوم الاجتماعية

الفوج 1 و 8 و12 و 14

                                                 


مدخل إلى الفلسفة

       I.      المعنى المزدوج للفظة الفلسفة le double sens du mot « philosophie

إن للفظة الفلسفة معنيان مزدوجان على الأقل :

1.المعنى الأول  هو المعنى العام :

الفلسفة قديمة قدم الانسانية ، إذ يمكن القول أن الفلسفة وفق هذا الاستخذام تعني رؤية للعام وتصور خاص للحياة لجماعة إنسانية ما و التي تمثل في معتقدات مرتبطة بمكان الانسان في هذا الكونه و الو ظيفة  التي يجب عليه القيام بها . إنها كل التساؤلات الي طرحها الانسان و التي هي نفسها الاجابات التي ابتكرها كحل للمعضلات و المعميات  التي عرفها و يعرفها . ومن هنا يمكن القول فلسفة تتعلق بمجتمعات "بدائية" كما كان يسميها الاتنوغرافيون الغربيون  أوالمجتمعات العتيقة كما يسمونها اليوم. في نهاية المطاف إن المسألة منتوج الثقافي لمجتمع من المجتمعات و لا يخلو مجتمع إنساني من ثقافة ، إنها تمثل منظومته الفكرية و الاخلاقية و التشريعية و المعرفية التي تحدد علاقة الانسان مع غيره من الناس و علاقته مع ذاته و علاقته مع عالم آخر لا يراه. عيش مجتمع ما و منتوجه الثقافي.

2. المعنى الثاني الخاص:

إنّه حديث النشأة نسبيا ، إنّه المعنى الذي اتخذته اللفظة عنذ الاغريق في الحضارة الهلينيّة في القرن السادس ما قبل الميلاد. إنها كانت تمثل التفكير النقدي(*) في كل الحلول التي انتجها الانسان للتساؤلات التي طرحتا والتي انتقلت إليه بفعل التعلم والتفكير في الفكر ذاته الذي أعطاه إياه. إنها إعادة النظر في ما عرف الانسان و فيما يعرف و في الفكر الذي أنتجها إنها تفترض  وعي  بمشكلات و حسّ إشكالي بعيد على كونها اتجاه تلقائي للفكر.بتعبير آخر أنها التساؤل النقدي في المنتوج الثقافي و في مصادر إنتاجه. لقد شهد العصر الإغريق ميلاد نوع من التفكير الذي لم يشهده مجتمع آخر غير. و لهذا من  الصعوبة بمكان عزل الفالفسة عن الثقافة التي نشأت في كنفها. و من هنا لا يوجد في اللغات الأخرى غير الأغريقيّة ما يماثلها من كلمة يمكن أن تأخذ مكانها ، و لهذا أضحت الكلمة نفسها في كلّ اللغات التي انتشرت و تبنّت عندها و فيها هذا النوع من التفكير من جهة. و من جهة أخرى ، الفلسفة الإغريقية ، في مختلف مدارسها ، نمّت "فنّا في العيش" في السلوك و تجاه الحياة و و الآلهة و الناس الآخرين.إنّ هذا الفن يُدعى "الحكمة" la sagesse (صوفيا sophia) يستدعي  من الإنسان الأعتناء بنفسه أو أن يكون له "حرص على ذاته"، فيتغلّب على أهوائهو أن يحضّر نفسه للموت. إن الفلسفة عند الإغريق  ليست الحكمة و ممارسة الخير إلا لكونها  و قبل كل شيئ طريق فكري طويل و غير مباشر الذي يسمح للوصول و تأصيل عقلانيّ للضرورة.فمشكلات الممارسة (الفعل) نفسها لا يمكن حلّها دون اللجوء إلى التنظير la théorisation ، و دون المرور على التصوّر le concept.(*)

إذ الفلسفة بالنسبة لـ "أفلاطون" ـ الذي عرّفها أكثر من مّرة ـ  باعتبارها مضادة للرغبات "الانسانيّة : (philo-hodonos) أي (حبّ اللذةà ، (philo-somatos) أي حبّ الجسم ، أو (philo-nikos) بمعنى حبّ الفوز. بالنسبة له إنها تمارس في ما هو (أكثر إنساني" في الكائنات الإنسانيّة أي في ممارسات فكريّة خالصة، إنها مرادفة لـ فيلوـماتيا (philo-mathia ) أي " حبّ المعرفة"  بتعبير آخر إنها  شدّة نحو معرفة أو حكمة لا نملكها ، و بهذا المعنى إنها رغبة دائمة في طلب المعرفة وإيثارها:و لهذا  عند محاكمة "سقراط " يؤكد أنه "صديق الحكمة" و ليس "حكيما". و هذا الذي  دفعه أن يجد في إعدامه فرصة حاسمة في الانفصال عن الجسم(الإنساني بالخصوص) من روحه ( الفكرية الخالصة) . التي باستطاعة هذة الأخيرة تأمل المعرفة بعد الموت.

     II.      أصول الفلسفة  les origines de la philosophie

ممّا تقدّم يمكننا تحديدا القول بأنّ أصل لفظة "الفلسفة" لا يتفق مع أصل الفلسفة.كما يجب علينا التحديد بأن اللفظة "فيلوسفيا" ليست تركيبا حديثا استنادا للغة الإغريقيّة ، و إنّما هي لفظة للغة الإغريقيّة ذاتها منذ القديم. فاللفظة الإغريقيّة (filosofia) و (filosofos)  ظهرت عند المفكرين ما قبل سقراطيين présocratiques و هرقليطس Héraclite وأنتفون Antiphon و جورجياس Georgias و " فياغورس "  Pythagore و حتّى مؤلفين آخرين معاصرين لـ "سقراط"Socrate مثل "تيوسيديد Thucydide أو "هيرودوت" . Herodote

في أصلها الأوّل الفلسفة كما عرفها الإغريق هي نوع منمعرفة كونية أو موسوعية une connaissance universelle تشمل كلّ العلوم عصر الفيلسوف . إذ كان ميلادها نحو القرن السادس قبل الميلاد في اليونان  ، ظهرت الفلسفة كمعرفة موسوعية encyclopédique. لهذا نجذ فلاسفة أمثال "طاليس الميلي Thalès De Milet و "فيتاغورس"    Pythagoreأو "ديقريطس" Democrite على حد سواء كانوا العلماء الأوائل. و بالنسبة لــ " أفلاطون" Platon   و " أرسطو"  Aristote إن الفيزياء  وجزء لا يتجزأ من الفلسفة.

و في القرن الوسيط الفلسفة متمثلة كمنبع  لكل  "الفنون الحرة" les arts libéraux  أي كل العلوم. و في القرن السابع عشر يشبّه "روني ديكارت" René Descartes الفلسفة  بشجرة جذورها الميتافيزيقا   La méthaphysique أي " معرفة (( العلل الأولى و المبادئ الحقّة )). و الجذع يمثل الفيزياء (بالمعنى الواسع للكلمة أي علم الطبيعة )، و تمثل الميكانيكا (مثل فن الآلات ) ،و الطب و الأخلاق أغصانها.

منذ  عصر الأغريقي بدأ "تقسيم العمل": في الرياضيات استقلت الهندسة عن الفلسفة مع إقليدس Euclide في حوالي 300 سنة قبل الميلاد . و الميكانيكا كنظرية في الحركة مع أرخيمدس Archimède في حوالي 250 ق.م و الفيزياء كان استقلالها متاخرا في  منتصف القرن السابع عشر مع غليليو Galilée. ثم الكيميا في القرن الثامن عشر مع اكتشافات "لافوزيه " Lavoisier  . أما البيولوجيا (علم الأحياء) مع "لامارك Lamarck" و "كلود بيرنارد Claude Bernard في القرن التائع عشر.

في ايامنا ، استقل علم الاجتماع la sociologie مع أوغست كونت Auguste Comte و " إميل دوركايم Emile Durkheim واستقل علم النفس  la psychologie مع وليام جيمس W.James و "وطسن " Watson و " سيغموند فرويد" Sigmund Freud لكي تصبح بدورها علوم مستقلة نسبيّا عن الفلسفة.

   III.      المهمّة الحقيقيّة للفلسفة هي الحكمة  la vraie mission de la philosophie la sagesse

إن استقلاليّة المتتالية لمختلف العلوم عن الفلسفة كشف عن حقيقة مؤداها أن مهمة الفلسفة لم يكن في تلك المعرفة الموسوعيّة كما كان ذلك في بداية وجودها في اليونان و بيّن مهمتها الحقيقّة تمكن في شيء آخر . و بقاؤها يشهد على ذلك.

من اجل معرفة هذه المهمّة يمكننا الاستعانة في أصل الكلمة ذاتها l’étymologie  ، إذ هي : حب الحكمة l’amour de la sagesse. فماذا تستلزم الحكمة la sagesse؟

يشاء التقليد و الذي جعل "سيشرون" نفسه  أحد  مذيعيها ، أن هذا الإسم  اخترعه "قيتاغورس" (القرن السادس ما قبل الميلاد)، باعتبار أن الحكيم لا يليق ـ كما قيل ـ إلا للّه و إنّما على الانسان أيكون يطمح إلى هذا المسمّى الأكثر وضاعة و هو صاحب و محب الحكمة.و بالفعل ، فإن الفلاسفة قبله كانزا سموا أنفسهم بالحكماء (سوفوس)، و كل سمع بالحكماء السبعة عند الإغريق.

إلاّ علينا أن نتساءل عن ما يترتب عن مقولة الحكمة؟

أولا :إن لفظة الحكمة sagesse   في اللغة الإغريقيّة  لها نفس الجذر في الفرنسيّة : Savoir  أي معرفة في العربيّة .ففي اللاتينيّة Sapientia تعيّن العلم أو كما يقول سيشرون Cicéron  : (( المعرفةبالأشياء الإلهية و الانسانية ومبادئها و أسبابها )) . فالفلاسفة الأوائل كانوا علماء. و تكون الحكمة بذلك هي المعرفة. فلقد عرفنا سالفا أن الفلاسفة الأوائل  من قبل كانوا علماء ، و "حكيم" مثل "طاليس" Thalès اهتمّ بالهندسة و الأحوال الجوية و علم الفلك  إلخ ... في آن واحد .. و لكن رأينا أيضا أن الفلسفة  منذ القديم  اضطرت غلى تحديد حجم طموحها في المعرفة و سلب العلم منها جزء من مباحثها. و في عصرنا كما هو الحال اليوم أننا نتجه إلى العلم في معرفة الواقع الخارجي بدل الاتجاه إلى الفلسفة. بل حتّى أن اليوم بيدو أن معرفة الانسان من اختصاص العلم

la Science

أكثر فأكثر.: إنه يوجد "علوم الانسان les Sciences de l’Homme". فهل يعني ّلك أنّه لا يبقى  مشكل   خاص بالمعرفة الفلسفة des problèmes proprement philosophiques de la connaissance؟

منذ الأغريق برز مشكل جديد. ففي زمن السفسطائيين  les Sophistes  (القرن الخامس ما قبل الميلاد)، أدّي النزاع بين الاتجاهات الفكرية أدى إلى إلى نزعة تشكيكيّة Scepticisme و بدأ التساؤل إذا كان  الانسان((ليس مقياس كل شيء)). فكفى الفكر العودة إلى الواقع الخارجي من أجل العوذة غلى ذاتهو تفحص من  شروط المعرفة الحقّةهل يمكن للعقل الإمساك بأشياء قارة؟ هل توجد الحقيقة و إذا كانت الاجابة إيجابيّة فكيف يمكن الوصول إليها؟ ما هي الاستدلالات المقبولة؟ هذه هي المشكلات التي بدأ طرحها.و بعد ذلك مؤحرا في القرن الثامن عشر، هذه المشكلات أضحت في واجهة اهتمامات الفلاسفة . فاهتمامات " إيمانويل كانط" E. Kant أمام تقدم العلم النيوتنيّة

la Science Newtonienne

و في محاولته في تفسير  عن ما يؤسس العلم و يبحث عن تفسير لماذا  العلم هو الوحيد يمكنه الوصول  إلى قضايا معترف بها كحقائق. بتعبير آخر الفلسفة لم تعد الفلسفة غايتها أو مهنته هو معرفة العالم : فلقد  تركت هذه المهمّة إلى العلم ، و لقد اثبت جذارته افضل منها.فلم تعد الفلسفة هي معرفة العالم connaissance du monde  و إنما المعرفة  عينها la connaissance elle-même و خاصة المعرفة العلمية، و التي أصبحت هذه الأخيرة ماذة تفكير .

ثانيا : و لكن مقولة الحكمة  

La Sagesseتحيل

الفكر إلى إلى فكرة أخرى : فكرة الأخلاق une idée morale .  فالفلسفة في تقدمها بعد النشأة كان عليها توفير مكانا للأخلاق 

La Moraleمهمّا

في منظوماتهم أو أنساقهم. فالفلسفة كحكمة تشير إلى مشكل آخر : مشكل الفعل الانساني l’Action Humaine.. و لكن دون أن تدعي أنها كفيلة وحدها بحل هذه المشكلة.فلقد رأينا في المعنى العام للفظة الفلسفة أن الأخلاقيات وجدت في المجتمعات الأكثر "بدائية" و قبل وجود الفلاسفة أنفسهم. فمهمّة الفكر الفلسفيّ  la pensée philosophique هنا هي التفكير في هذه الأخلاقيات و في الوقت نفسه تتساءل حول شروط المعرفة المفبولة، بمعنى أنذها تتفحص  شروط الفعل  المستقيم، أي الذي يؤسس و يعرّف الحق و العذل و الفضيلة و كل قيم الفعل الانسانيّ.


(*)التفكير النقدي la pensée critique: في حقيقة الأمر يكون من نافلة القول وصف التفكير أنه نقدي ، إذ التفكير يفترض النقد عينه . إذ التفكير يقتضي الشك le doute أي إعادة الشك فيما نعرف من أجل أن نعرف إذا كنا الذي نعرفه يقينيّا أم لا.  فلولا شك لما كان يمكن قيام التفكير ذاته. ومن هنا فالشك هو طريق المعرفة الحقّة بالنسبة للفلسفة  و خطوة منهجية لبلوغ الحقيقة . فتصور المنهج مرطب تاريخيا  بمشكلة  اكتساب اليقين في حقل المعرفي le champ cognitif.  و صلاحيّة المعرفة la connaissance مرتبط بصورة اكتسابها.

(* ) يجب ألاّ نعزل الفلسفة عن مجموع الثقافة الانسانية. و مهما كان فمنا لها ، الفلسفة لا تنمو في الفراغ. إنّ الفلسفة في علاقة حميمة ودائمة مع المجتمع التي تتحرك فيه . و لا يمكن تجريدها تماما من من المعتقدات الجارية، بل هي مدينة لهذه المعتقدات عينها . فلا غرابة أن نلمس  عند "أفلاطون" صدى المعتقدات الأرفية في les croyances Orphiques "فلسفته".

Publicité
Publicité
phelssafa
Publicité
Publicité